• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الحوارات .
              • القسم الفرعي : حوار مع العلوي .
                    • الموضوع : حوار مع العلوي 4 .

حوار مع العلوي 4

 

العلوي يرد على مقالنا حول الصحابة

إمضاء الأسنة على من جهل الصحابة في القرآن والسنة
(من العلوي إلى العاملي)

نظرت في مجلة الهادي (إيران قم المقدسة) العدد 2 السنة 5 الصفحة 114 مضمون الصحابة في القرآن والسنة (وهو في الحقيقة الصحابة في المثالب المزخرفة) أريد به الرد على مجلة المجتمع فوجدت منشاء المغالطة فيه اعتبار الصحابة بالمعنى اللغوي دون الشرعي إن كان هذا هو الطريق الصحيح فلا يبقى في عالم الإسلام طريق هداية ويدخل في الصحابة أبو جهل وابن أبيّ ويدخل في أهل البيت أبو لهب وهو خلاف عقل ونقل فها أنا أنقل بعض أقواله وأعقبه بكلمة أقول رداً عليه وبالله التوفيق.

قوله: نؤمن بأن سائر الصحابة كانوا كسائر الناس لا يزيدون عنهم ولا يمتازون..

أقول: في الناس كفار ومنافقون ومرتدون والصحابي في الشرع المطهر لا يقال إلا لمؤمن تام قال الله تعالى ﴿هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً﴾ (آخر الأنفال) وقال تعالى ﴿وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ﴾ (الجزء 6 ص11) وغير ذلك من الآيات.

وفي نهج البلاغة (طبع بيروت ص116) قول علي (رض):

لا نستزيدهم في الإيمان ولا يستزيدوننا الأمر واحد 340 وفي صفحة 189 ج1 لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى أحداً يشبههم (أنظر يا عاملي إلى هذا وأنت تشبههم بسائر الناس) فما نقلت أنت من كتاب الله تعالى فهو مما ورد في حق الكفار والمنافقين كما اعترفت أنت حيث قلت: (أما الكتاب ففيه سورة المنافقون والبراءة)..

وأما ما ذكرت من الروايات الحديثية فلا حجة فيها خلاف كتاب الله تعالى خصوصاً في باب العقائد الإسلامية وقد ذكر في هذه المجلة الهادي في ص23 أجمع المؤرخون أن أعداء علي وضعوا أحاديث أرادوا بها مقابلة الأحاديث الواردة في شأنه فنحن نقول أجمع المؤرخون أن أعداء الصحابة وضعوا أحاديث أرادوا بها مقابلة الأحاديث الواردة في شأنهم قد ذكر أمامك أبو جعفر الطوسي في عدة الأصول (طبع بمبىء ص36) إن عبد الكريم بن أبي العوجاء قال أدخلت في أحاديثكم أربعة آلاف أحاديث مكذوبة ـ لكنك يا عاملي لم تنظر في دفاتر الصحاح ما ورد في بيان رفعة مكان الصحابة لما على بصرك من غشاوة العداوة وأما الحكايات التاريخية التي حكيت عن كتب تواريخك فعندنا كالبعرة في مقابلة الذهب والفضة ـ ذكر في أصول الكافي في باب الأخذ بالسنة (طبع لكهنو) ص35 عن الصادق إن ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف وفي باب (إن الأئمة إمامان) ص131 عنه أيضاً أن الأئمة أمان قال تعالى ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾ يقدمون أمرهم قبل أمر الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله فعلم أن مدار الإسلام على كتاب الله تعالى لا على الروايات خلافه فاعتبر يا عاملي العاقل يكفيه الإشارة.

قوله: حديث (9) ترد على أمتي الحوض الخ..

أقول: هذه قصة أمة النبي عليه السلام على العموم أو قصة من ارتد بعده عليه السلام وهم الذين ذكرهم الله تعالى: ﴿ مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ﴾ (المائدة ص8) فهذا القوم هم الصحابة وهم غير مرتدين فما تقول في حقهم يا عاملي وما قال عليه السلام في حق المرتدين (هؤلاء أصحابي) فهو على سبيل الشفقة بزعم أنهم من أمته لا على الحقيقة وقد جاء نحو هذا في حق أهل البيت ففي آخر كتاب الفتن من المشكوة ص464 ثم فتنة السراء من تحت قدمي رجل من بيتي يزعم أنه مني إنما أوليائي المتقون الخ – قال الله تعالى ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ (الحجرات13) وقال عليه السلام آل محمد كل تقي (الجامع الصغير للسيوطي) وفي رجال الكشي ص219 قال الصادق أصحابي أولو النهي والتقى فمن لم يكن من أهل النهي والتقى فليس من أصحابي ـ.

فلعل العاملي لم يطلع على كتب الأصول فيعرف من هو الصحابي ذكر الشيخ ابن حجر في شرح النخبة (ص55) الصحابي من لقي النبي عليه السلام مؤمناً به ومات على الإسلام وذكر المجلسي في جلاء العيون في الباب الثامن (ص604) إن في أهل البيت جعفرين أحدهما صادق والآخر كاذب – وغير ذلك من المنقول مما لا يمكن استقصاؤه في هذه العجالة.

قوله: في كتاب المواهب للطبري الشافعي يرجع الناس على أعقابهم.

 أقول: ـ ليس الطبري من الشوافع بل هو من الروافع ويكفي لطالب الحق قول سيدنا علي في نهج البلاغة (ص7 ج3) بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان (إلى) كان ذلك لله رضا ـ وذكر المجلسي في أواخر حيات القلوب بسند معتبر عن الصادق إن النبي عليه السلام دعا الله تعالى إن يجمع الناس على خلافة علي بعده فرد الله تعالى دعاءه ولم يستجب وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد وفي حق اليقين للمجلسي (في باب 5 مقصد6 فصل8) إن السيدة الزهراء رضيت عن أبي بكر وعمر وفي روضة الكافي للكليني ص139 إن علياً بايع أبا بكر وفي أصول الكافي في باب مولد الزهراء إن السيدة فاطمة قالت في حق السيد عمر أنه لا ذنب له فلما اتفق الصحابة وأهل البيت على الدين وأمر الخلافة فإن كان الصحابة مرتدين على الأعقاب بحسب الحكايات المزورة فأهل البيت كذلك فلم سودت هذه الأوراق يا عاملي ـ.

قوله: إن متن الحديث يدل على ضعفه.

أقول: إن الضعيف مقبول عندنا إذا لم يخالف كتاب الله تعالى.

قوله: ليس كل نجم يهتدي به الضال.

أقول: هذا رد على نفسه حيث ذكر بعد أن النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق.

قوله: هل يمكننا أن نقتدي بمعاوية ومروان.

أقول: نعم لا يمكن هذا لأهل التقية قتلة أهل البيت يا عاملي لأن معاوية بايعه سيدنا الحسن بن علي معتمداً عليه مقتدياً له كما ذكره إمامك المجلسي في جلاء العيون في الباب الرابع فصل5 ص321.

فمطاعنك فيه مطاعن حماقة إن كنت مصدقاً لسيدنا الحسن وكذا شأن جميع مطاعنك الكاذبة التي حكيت عن أحبائك الجاهلين – وأما مروان فقد ذكر في نهج البلاغة ص123 ج1 إن مروان أخذ أسيراً فشفع له الحسنان إلى أبيهما علي فخلى سبيله – فهذا سيدنا علي يقبل الشفاعة في حقه وأنت لا تقبل يا عاملي أهكذا عملك بحديث الثقلين فلم تقول ما لا تفعل أو توكلت على التقية –

قوله: إن الصحابة ثاروا على خليفة عثمان وقتلوه.

أقول: كل ذلك كذب وافتراء من أرباب التقية إنما ثار عليه الذين ثاروا على علي(رض) فقتلوه بالكوفة وقتلوا الحسن (رض) بالسم بالمدينة وقتلوا الحسين (رض) بعدما دعوه فكل هؤلاء كانوا أصحاب ابن السبأ لا أصحاب النبي عليه السلام ونسبوا كل قتل إلى غيرهم تقية بوضع حكايات مضلة كما أوضحه محققكم الطبري في تاريخه وإمامكم المجلسي في جلاء العيون بمزيد بسط.

قوله: إذا كان الصحابة كلهم عدولاً أتقياء فلماذا كان علي يكذبهم في قولهم.

أقول: هكذا شأن أهل البيت حيث ذكر إمامكم المجلسي في جلاء العيون في الباب الثاني الفصل 6 ص157 بسند معتبر إن الله تعالى أوحى إلى النبي عليه السلام إن يكذب فاطمة الزهراء فيما تشكو إليه في حق علي (رض) وفي الفصل 7 ص185 إنه عليه السلام رد شكايتها في خطبة علي (رض) ابنة أبي جهل وفي باب الإنذار من المشكوة ص460 قال عليه السلام يا فاطمة سليني ما شئت من مالي ولا أغني عنك من الله شيئاً .

قوله: إن عماراً كان يكفّر عثمان.

أقول: إنك يا عاملي تتبع حكايات مزورة ولا تتبع قول سيدنا علي في نهج البلاغة ص68 ج2 في حق عثمان أنت أقرب إلى رسول الله نلت من صهره ما لم ينالا الخ.

أنظر يا عاملي حديث الثقلين هداك إلى ما ذكرت أم همزة الشيطان وفي روضة الكافي لإمامك الكليني ص146 عن الصادق ينادي مناد آخر النهار إلا أن عثمان وشيعته هم الفائزون –

قوله: سب علي على المنابر.

أقول: هذا من حكايات أهل التقية ولا حجة فيه وقد ذكر إمامك المجلسي في حق اليقين الباب 5 المقصد 6 الفصل 8 ص254 أن السيدة الزهراء سبت علياً والمذكور في نهج البلاغة (ج2 ص185) سب أهل التقية أهل الشام بلا إذن علي(رض).

قوله: حديث الثقلين المتواتر.

أقول: هو حديث مضطرب المتن لان متنه الصحيح الموافق لكتاب الله تعالى ما هو في أصح الكتب الموطأ تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله (مشكوة باب الاعتصام بالكتاب والسنة اول الفصل الثالث ص31) هذا هو المعمول به عند علماء الإسلام ولذا جعل العاملين عنوان كلامه الصحابة في القرآن والسنة وعليه ختم كلامه حيث قال (يعني الكتاب والسنة) وقد تواترت الأحاديث لكن لا يسع هذه العجالة إيرادها ومن دلائل ضعف حديث الثقلين إنه إنما يقدم لتفضيل علي على الصحابة ولا يعمل به لأن علياً كتب وصيته اتقوا الله تعالى في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه لم يدخلوا البدعة في دين الإسلام ولم يتركوا أهل البدعة أن ينشروا بدعتهم في الإسلام ذكره إمامك المجلسي في جلاء العيون الباب3 الفصل3 ص245 وهو حق بلا شك ـ لأن الإسلام إن فسد من أصله لم يبلغ إلينا وما كنا اليوم مسلمين وأيضاً في وصية علي(رض) إشارة إلى ما اجتمع عليه الصحابة سراً على قتل التقية السبائية في وقعة الجمل كان حقاً لأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم كما نطق به كتاب الله تعالى وإن ستره أهل التقية بأستار ركيكة خلاف ما عليه المحققون وللتفصيل مقام آخر والعاقل تكفيه الإشارة وختاماً المرجو من مجلة الهادي أن تنشر هذه الرسالة الوجيزة لإفادة القراء الكرام.

والسلام على من اتبع الهدى

نمقه القاضي عبيد الله العلوي

مهتم دار العلوم العبيدية

من بلدة ديره عازيخان ـ باكستان المغربي.

27/رمضان المبارك/1397.


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=242
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 7