السؤال:

سيدنا العزيز

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

سألتكم قبل فترة عن سبب عدم تنفيذ النبي «صلى الله عليه وآله» الحد على عائشة لاتهامها مارية ام ابراهيم حيث قلتم مشكورين: -

فإن ما سمعه النبي «صلى الله عليه وآله» من عائشة في حق مارية لم يكن صريحاً في القذف بالفاحشة، بل كان مجرد تعريضات، وتلويحات تهدف إلى إلقاء الشك و إثارة الشبهة..

كقولها: من قُصِرَتْ عليه اللقاح ابيض وسمن..

وكقولها: ما أرى شبهاً..

السؤال: هذا الكلام يرد عليه اشكال و هو انكم ذكرتم في كتابكم المبارك الصحيح من سيرة النبي «صلى الله عليه وآله»: أنها قالت للنبي «صلى الله عليه وآله» عند موت ابراهيم ما نصه «ما هو الا ابن جريح»

ألا يعد هذا اتهام صريح بالفاحشة ؟

موفقين لكل خير

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإن عائشة إذا كانت تدعي أنها تصدق كلام الآفكين، ولا تنشئ الإفك في كلامها، فإن ذلك لا يوجب الحد عليها، لأنها تقول: إنها لم تتهم مارية، ولكنها تصدق الذين اتهموها.. وتقول أيضاً إذا أظهر الله براءة مارية على يد علي «عليه السلام»، فإنها تتراجع، لأنها تكتشف كذب أهل الكذب..

وهذا المنطق يجعلها في منأى عن استحقاق الحد بحسب الظاهر، لأن الحدود تدرأ بالشبهات.

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، محمد وآله الطاهرين..

جعفر مرتضى العاملي