• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة العقائدية .
                    • الموضوع : كيف تطلب الزهراء (ع) خادماً؟ .

كيف تطلب الزهراء (ع) خادماً؟

السؤال :

ما هي المناسبة بين طلب الزهراء (ع) خادمة تساعدها وتخفف عنها بعض متاعبها الجسدية، وبين ما عوضها الله به، وهو التسبيح المعروف بتسبيح الزهراء؟!..


الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

إن تسبيح الزهراء(ع): الذي هو: قول الله أكبر أربعاً وثلاثين مرة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، وسبحان الله كذلك، ـ هذا التسبيح ـ قد تضمن الإعلان بتنزيه الله سبحانه عن كل تعب، ونقص، وحاجة، وفقر وجهل.. و.. فهو سبحانه الكمال المطلق..

وهذا يعطي للمسبح شعوراً بكمال الله سبحانه المطلق، وبقدراته، وغناه، وعلمه، و.. و..

ثم إنه لا بد لهذا المسبح من أن يتذكر حاجته إليه سبحانه، ونقصه بدونه، وفقره، وتعبه، وجهله.. وسيتضاءل أمام عظمته تعالى.. وسيعطيه ذلك المزيد من الخشوع والسمو الروحي..

وإذا قال: الحمد لله، فإنه إنما يثني على الله بملاحظة ما هو فيه من نعم لا تعد، وهي من تجليات صفاته، فإنه الخالق، الرازق، الرؤوف، الرحيم الشافي، والقوي العزيز، وهكذا سائر صفات الفعل، تبارك ربنا وتعالى..

وهو يكررها ليلقن بها نفسه، ولتصبح وعيه وضميره، ووجدانه، وتمازج مشاعره وأحاسيسه، ولتكون هي الباعث والمحرك له في كل إقدام وإحجام..

وقوله: الله أكبر، وتكراره ذلك على النحو الذي أشرنا إليه سوف يؤكد في أعماق نفسه الشعور، بأن كل شيء سوى الله لا يصح الخضوع له، ولا الطلب منه ولا الالتجاء إليه، أو الاعتماد عليه.. بل الذي يليق به ذلك هو الله الجامع لصفات الجلال والجمال.. والذي هو أكبر من كل شيء في هذا الوجود..

وبعد ما تقدم نقول..

إن المناسبة بين طلب الزهراء (ع)، وهذا التسبيح تصبح ظاهرة، إذ أن الموضوع موضوع حاجة، وضعف، ولجوء إلى الغني، القوي، الرازق، الرحيم، إلى من يعين، ويسد النقص، ويرفع الحاجة، فما أشد تناسب ما طلبته الزهراء (ع) مع ما أُعْطيتْه..

ولا بد لنا من التذكير هنا بأننا لا يمكن أن نتصور الزهراء (ع).. إلا مدركة لذلك كله قبل طلبها وبعده، ولكنها (ع) قد أرادت للناس أن يعوا ما وعته، وأن يدركوا ما أدركته، فكان لا بد لها من أن تعلن بالطلب من الله سبحانه.. ثم أن يجيب الله طلبها.. ويخلّد ذلك إلى يوم القيامة، ليكون ذلك هو البيان الشافي والكافي من الله سبحانه، ورسوله ’ وتكون الزهراء (ع)، معلمة وهادية للبشرية، وسبيلاً إلى الله سبحانه..

ونستطيع أن نفهم طلب الزهراء (ع) التعليمي هذا بالنظر في السؤال الذي سأله الله سبحانه، لعيسى بن مريم.. وهو السؤال الذي يراد به إقامة الحجة على الجاحدين والمعاندين، حيث قال تعالى لعيسى بن مريم: {وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} إلخ..

والحمد لله رب العالمين.

 جعفر مرتضى الحسيني العاملي

 

  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=416
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 01 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19