• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة العقائدية .
                    • الموضوع : شيطان النبي (صلى الله عليه وآله) أسلم ؟ ! .

شيطان النبي (صلى الله عليه وآله) أسلم ؟ !

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة آية الله السيد جعفر مرتضى (دام ظله )

 

السلام عليكم ورحمة الله ..

ينقل بعض العرفاء وبعض أهل المنبر عندنا رواية مفادها إنهُ كان للنبي ’ شيطان وإنهُ أسلم على يديه،  ويظهر من كلامهم أنهم يقبلونها.

السؤال: أ ـ هل وردَ أمثال هكذا رواية من طرق الشيعة؟

ب ـ وهل هناك محذور عقلي في قَبول أمثال هذه الرواية مع  غض النظر عن سندِها؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

 

وأما السؤال  عن أن للنبي ’ شيطاناً يعتريه، وقد أعانه الله عليه فأسلم، فنقول في جوابه:

إن هذا من مرويات أهل السنة، فراجع مثلاً: مسند أحمد ج1 ص257.

وليس في كتب الشيعة ـ فيما نعلم ـ له عين ولا أثر.. إلا ما ورد في عوالي اللآلي ج4 ص97 وعلم اليقين ج1 ص282، والظاهر أنهما قد أخذا ذلك من مؤلفات السنة، وفيهما العديد من الموارد كذلك..

وعلى كل حال، فإن الآيات القرآنية قد صرحت بأن الشيطان {لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}([1]).

وقال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}([2]).

وقد اعترف إبليس لعنه الله، بذلك، على ما جاء في الآية القرآنية في قوله تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}([3]).

وبعد ذلك كله، فلا يمكن قبول هذا الحديث، عن أن للنبي ’ شيطاناً، إذا كان ناظراً إلى أن هذا الشيطان يسعى لإضلال الرسول ’، وللتأثير في روحه، وعقله، وسلوكه، لأنه يكون مخالفاً لما ثبت بالدليل القاطع، من أنه لا سلطان له على رسول الله ’، والشيطان يعرف ذلك.

وعلى هذا.. فلا معنى للاشتغال بالتوجيهات والتأويلات لهذا الحديث وأمثاله، إذا كانت تدخل في هذا الاتجاه..

وفي أقصى الحالات، ومع افتراض ـ ولو كان الفرض محالاً ـ أن يكون هذا الحديث صحيحاً ومروياً عن أهل البيت^.

ومع غض النظر عن جميع ما يوجب التردد والترديد فيه، فإننا نقول: إنه لا يدل على إمكانية حدوث أي تأثير في تصرفات الأنبياء، بل لا بد أن يكون ناظراً إلى سعي الشيطان لإلحاق الأذى الجسدي بالرسول ’ فقط.. وذلك لأن الشيطان، وإن كان عاجزاً عن التأثير في عقل وفكر وسلوك النبي ’، لكنه يمكن أن يؤثر في جسده تعباً، وإرهاقاً ونصباً، كما قال الله تعالى عن النبي أيوب×: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}([4]).

وآخر كلمة نقولها هنا هي أنه ما دام أن هذا الحديث لم يرد من طرق أهل البيت ^، فإننا ننصح بعدم الانشغال وإشغال الغير به..

والحمد لله رب العالمين.

جعفر مرتضى الحسيني العاملي

 


([1]) سورة النحل الآية99.

([2]) سورة الحجر الآية42 وسورة الإسراء الآية65.

([3]) سورة ص الآية82.

([4]) سورة ص الآية41.


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=445
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 19