• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : متفرقات .
                    • الموضوع : لاشك في نهج البلاغة .

لاشك في نهج البلاغة

السؤال(427):

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليكم.

ما هو الدليل القاطع والجازم على أن نهج البلاغة هو كلام أمير أمراء الفصاحة والبيان، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟

نريد جواباً وافياً لو سمحتم للرد على أحد المخالفين..

ودمتم سالمين..

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

بالنسبة لسؤالكم نقول:

أولاً: إن علماء الأمة الصالحين، قد تصدوا لرد هذه الشبهة، التي أطلقها أناس لا يخافون الله. وقد أظهروا رضوان الله تعالى عليهم وقدّس أسرارهم؛ بما لا يقبل الشك أن ما نقله السيد الشريف الرضي في كتاب «نهج البلاغة»، قد رواه علماء عاشوا قبل عهده رحمه الله، في مؤلفاتهم، ومجاميعهم الحديثية، والتاريخية، والأدبية، وغيرها..

وكتاب: «مصادر نهج البلاغة»، للعلامة السيد عبد الزهراء الخطيب، شاهد صدق على ذلك..

كما أن نصوص هذه الخطب، والكتب، والأقوال، قد رواها معاصرون، ولاحقون للشريف الرضي، بنحو يظهر منه: أنهم أخذوها عن غيره رحمه الله..

ثانياً: إن المدعى هو أن ما في نهج البلاغة قد اختاره الشريف الرضي من روايات ذكرها العلماء في مؤلفاتهم تذكر هذا الكلام لأمير المؤمنين (عليه السلام)، ولم يدَّع أحد أنه عين كلامه (عليه السلام)، من دون زيادة حرف أو نقيصة حرف..

فحال كتاب نهج البلاغة من هذه الناحية، حال أي كتاب روائي آخر، فلا يمكن تنزيه الناقل عن السهو، أو النسيان، أو الخطأ، كما لا يمكن تنزيه الراوي أو الرواة الآخرين عن ذلك.

كما أن التعامل معه في مقام الاستدلال إنما يكون وفق الموازين المعمول بها في البحوث العلمية، في مختلف القضايا المتشابهة..

ثالثاً: لو صح قولهم إن الشريف الرضي هو الذي أنشأ ما في نهج البلاغة من الخطب التي حاولوا التشكيك فيها ـ أو التشكيك في نهج البلاغة لأجلها، مثل الخطبة «الشقشقية» وغيرها مما وجدوا فيه إدانة لخلفائهم، ولنهجهم، وله مساس بعقائدهم فيهم ـ لو صح ذلك ـ فلا بد من اعتبار الشريف أعظم من خلقه الله من عمالقة البلاغة في التاريخ، وأنه حالة فريدة لا يدانيها في مزاياها مخلوق، فيما عدا الأنبياء، والأئمة الأوصياء صلوات الله وسلامه عليهم..

ولكان من المتوقع أن نجده رحمه الله يدَّعي لنفسه مقامات جليلة، وعظيمة، تناسب هذا المستوى من الوعي، وهذه القدرات الهائلة..

رابعاً: لقد كان يجب أن نجد لتلك الخطب والمقطوعات الرائعة، نظائر في مؤلفات الشريف الرضي ـ رحمه الله ـ الأخرى، وأن لا يقتصر ذلك على ما أورده في كتاب «نهج البلاغة»..

وإذا كانت هذه المنشآت المعجزة، بمثابة بيضة الديك، فلماذا آثر الشريف أن ينحلها لغيره، ولم ينسب منها شيئاً ـ ولو ضئيلاً ـ لنفسه؟!

وعلى كل حال، فإننا قد أجبنا على سؤال مشابه لهذا السؤال يمكن مراجعته في كتابنا «مختصر مفيد»..[1].

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 

 

[1] راجع: ج3 ص129..


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=627
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28