• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : مفاهيم ومصطلحات .
                    • الموضوع : النصب والنواصب .

النصب والنواصب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا وحبيبنا وطبيب نفوسنا أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين المظلومين.
وبعد:
سماحة العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي دامت بركاته وسدده الله وحفظه.
قد سعدنا كثيرا بوجودكم فيما بيننا، وأشكركم على قبولكم هذه الدعوة، أسأل الله أن يوفقكم في الدنيا،ويحشركم مع محمد وآله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
مولاي الكريم:
قد ذكر أحد أساتذة إحدى الجامعات الإسلامية كلاماً طويلاً في شرح معنى "النصب والنواصب"
"أمّا ما رُتّب على النُّصْبِ من أحكام في بعض مسائل الفقه، لا تخرج عن كونها إجراءات وقائية، جاءت ردود أفعال لما أفرزته نظرية الإختيار من إجراءات هجومية على أتباع أهل البيت إلخ.."
فما هو نظركم في هذه المقالة؟.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد،والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
و بعد..
فإن كلام هذا الأستاذ الجامعي في غير محله، إذ أنه قد اتهم الفقهاء بأنهم هم وراء إصدار الأحكام على النصاب، من خلال ردات الفعل على ما يتعرض له أتباع أهل البيت من إجراءات هجومية..
و نلاحظ على هذا الكلام ما يلي:
أولاً:
إن عليه أن يثبت: أن تلك الأحكام قد نشأت عن ردات فعل، فهل اطلع على نفوس الناس، ولمس وعاين دوافعهم؟!..
ثانياً:المساجد، ونجاستهم، والتزوج منهم، وتزويجهم، وغير ذلك من أحكام؟..
ثالثاً: إن هذه الأحكام والتدابيرالتي وصفها بالوقائية، قد ذكرها الأئمة الطاهرون عليهم السلام، وعلمونا إياها على أنها جزء من الشريعة المطهرة، النازلة على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلماذا ينسب ذلك إلى الفقهاء؟!
وإليك بعض تلك النصوص:
1ـ ثواب الأعمال: عن أبي بصيرقال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): مدمن الخمر كعابد الوثن، والناصب لآل محمد (صلى الله عليه وآله) شر منه.
قلت: جعلت فداك ومن شر من عابد الوثن؟
فقال: إن شارب الخمرتدركه الشفاعة يوماً، وإن الناصب لو شفع أهل السماوات والأرض لم يشفعوا.
2ـالأعمال: عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: لو أن كل ملك خلقه الله عز وجل، وكل نبيبعثه الله، وكل صدّيق، وكل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله (عزوجل) من النار ما أخرجه الله أبداً، والله(عز و جل) يقول في كتابه: { مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً}[1].
3ـ محمد بن علي بن الحسين في( العلل): عنمحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بنعلي، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: وإياك أن تغتسل من غسالة الحمام، ففيها تجتمع غسالة اليهودي، والنصراني، والمجوسي، والناصب لنا أهل البيت. وهو شرهم، فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب وإن الناصب لنا أهل البيت لأنجس منه[2].
4ـ محمد بن الحسن بإسناده، عن محمد بن علي بن محبوب، عن عدة من أصحابنا، عن محمد بن عبد الحميد، عن حمزة بن أحمد، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: سألته أو سأله غيري عن الحمام، قال: أدخله بمئزر، وغضّ بصرك، ولا تغتسل من البئر التي يجتمع فيها ماء الحمام، فإنه يسيل فيها ما يغتسل به الجنب، وولد الزنا والناصب لنا أهل البيت، وهو شرهم[3].
5ـعلي بن محمد بن سعد، عن محمد بن سالم، عن موسى بن عبد الله بن موسى، عن محمد بن عليبن جعفر، عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: من اغتسل من الماء الذي قد أغتسل فيه، فأصابه الجذام فلا يلومن إلا نفسه. فقلت لأبي الحسن (عليه السلام): إن أهل المدينة يقولون: إن فيه شفاء من العين، فقال: كذبوا يغتسل فيه الجنب من الحرام، والزاني، والناصب الذي هو شرهما، وكل من خلق الله، ثم يكون فيه شفاء من العين؟[4].
6ـ وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن أبي الحسن (عليه السلام) – في حديث – أنه قال: لا تغتسل من غسالة ماء الحمام، فإنه يغتسل فيه من الزنا، ويغتسل فيه من ولد الزنا، والناصب لنا أهل البيت، وهو شرهم.[5]
7ـ وعن بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن محمد بن القاسم، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمّام، فإن فيها غسالة ولد الزنا، وهو لا يطهر إلى سبعة آباء، وفيها غسالة الناصب، وهو شرّهما. إن الله لم يخلق خلقاً شرّاً من الكلب، وإن الناصب أهون على الله من الكلب[6].
8ـ الصادق (عليه السلام): ولو أن أهل السماوات السبع، والأرضين السبع، والبحار السبع، شفعوا في ناصبيّ ما شفعوا فيه[7].
9ـ علل الشرايع: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلاً يقول: أنا أبغض محمداً وآل محمد (عليهم السلام)، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا، وأنكم من شيعتنا[8].
10ـ زيد النرسي في أصله عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: فأما الناصب فلا يرقّنقلبك عليه، ولا تطعمه، ولا تسقه، وإن مات جوعاً أو عطشاً، ولا تغثه. وإن كان غرقاً أو حرقاً فاستغاث، فغطه، ولا تغثه، فإن أبي نعم المحمدي كان يقول: من أشبع ناصباً ملأ الله جوفه ناراً يوم القيامة معذباً كان أو مغفوراً[9].
12ـ السرائر: عن أبي عبدالله (عليه السلام) ، قال: خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث إلينا الخمس.
12ـ السرائر، عنه مثله، إلا أن فيه: (وادفع) مكان (ابعث)[10].
13ـ وعنهم عليهم السلام: من أدخل السرور على الناصبي، واصطنع إليه معروفاً فهو منا بريء وكان ثوابه على الله النار[11].
14ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام: أنه كره سؤر ولد الزنا، وسؤر اليهوديوالنصراني، والمشرك، وكل من خالف الإسلام وكان أشد ذلك عنده سؤر الناصب[12].
والحمد لله رب العالمين.
جعفر مرتضىالعاملي

 


[1] سفينة البحار ج 8 ص251.
[2] وسائل الشيعة ج1 ص220 وعلل الشرايع ص292.
[3] وسائل الشيعة ج1 ص219 والتهذيبللطوسي ج1 ص 373.
[4] وسائل الشيعة ج1 ص219 والكافي ج6 ص503.
[5] وسائل الشيعة ج1 ص219 والكافي ج6 ص498.
[6] وسائلالشيعة ج1 ص219والكافي ج3 ص14.
[7] البحار ج65 ص126 وسفينة البحار 8/252.
[8] البحار ج69 ص131 وج27 ص233 وسفينة البحار 8/252.
[9] البحار ج93 ص72 وسفينةالبحار 8/252.
[10] البحار ج97 ص55 و56 وسفينةالبحار 8/252.
[11] مشكاة الأنوار للطبرسي.
[12] الوسائل ج1 ص229 وباب نجاسة أسآر أصناف الكفار.

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=286
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28