![](http://al-ameli.com/edara/pic/icon/jafar-morteza3.jpg)
السؤال(474):
إذا كنت تعتقد أن فضل الله لا يجوز تقليده، وهو منحرف عن فكر أهل البيت، فلماذا القنوات الإيرانية تعطيه اهتمام عالي، وتشير إلى بعض خطبه؟..
ألا يجر هذا إلى أن أحدكم ـ أي سماحتكم وسماحة السيد الخامنئي (المشرف العام على الجمهورية الإسلامية) ـ متعارضان في الحكم على السيد فضل الله؟..
ولا رأي نرجع إليه في حال اختلفتما في الحكم عليه!!..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإنني أرجو لك من الله التوفيق لكل خير، والتسديد في كل عمل، والاستقامة على طريق الحق والهدى، مع دوام الصحة والسلامة والعافية، إنه ولي قدير..
أخي الكريم..
إنني بالنسبة إلى سؤالك، أقتصر على ذكر النقاط التالية:
1 ـ إن المأمول من أهل الصلاح والاستقامة هو الاحتياط لدينهم، والاهتمام بدرء أية شبهة عنه، والسعي للتعرف على حقائق الأمور، خصوصاً في مثل هذا الأمر الخطير، الذي له مساس بالعقائد والحقائق الدينية، وسلامة الإيمان..
وقد ظهرت كتب توضح مقولات السيد محمد حسين فضل الله في الدين والعقيدة، وفي مختلف المسائل، فلماذا لا يتم الاطلاع عليها، للوقوف على الحقيقة مباشرة، ومن دون وسائط؟!
لاسيما وأن ما يعترض به عليه مراجع الأمة وعلماؤها، مسجل في كتبه، ونشراته.. وهو يجاهر بكثير منه في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، والمقروءة..
2 ـ إن الجمهورية الإسلامية تتعامل مع الأفراد والفئات والدول، من موقع مسؤولياتها كدولة، وتراعي في العلاقات والزيارات، و.. و.. ما يظهر لها من مصالح تفرض عليها هذا التصرف أو ذاك، ولأجل ذلك فإن مسؤوليها يزورون مختلف الفئات، وكثيراً من الشخصيات من غير المسلمين، ومن المسلمين أيضاً. بمختلف فئاتهم واتجاهاتهم، حتى الذين يكفِّر بعضهم بعضاً..
3 ـ إن آية الله العظمى السيد الخامنه إي لم يصدر حكماً ببراءة السيد محمد حسين فضل الله، ليكون هذا الحكم متعارضاً مع حكمي عليه، أو مع حكم مراجع الأمة وعلمائها..
بل لقد سجل حفظه الله فتاوى ظاهرة المخالفة لأفكار السيد محمد حسين فضل الله، بل هي قد تصل إلى حد الإدانة أيضاً..
ومع ذلك فإنه لا يطلب من قائد الدولة الإسلامية أن يتصرف بنفس الطريقة التي يتصرف بها عالم آخر، ليس له هذا الموقع الحساس، ولا المسؤوليات الخطيرة، الملقاة على عاتق سماحة السيد الخامنه إي..
4 ـ إنه لو كان السيد محمد حسين مظلوماً حقاً، فإن المتوقع من سماحة آية الله العظمى السيد الخامنه إي حفظه الله، أن يدافع عن هذا المظلوم الذي يتظاهر في أحيان كثيرة، بالتأييد للجمهورية الإسلامية والدفاع عنها.. ولكن ذلك لم يحصل، بل هناك ما يشير إلى عدم الرضا بأفكاره، كما قلنا.
حفظكم الله ورعاكم، وسدد على طريق الحق والخير والهدى خطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
|