• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة الفقهية .
                    • الموضوع : الإقامة الموجبة للتمام في السفر .

الإقامة الموجبة للتمام في السفر

السؤال(542):

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة العلامة السيد العاملي حفظك الله..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سألت إحدى الأخوات عن سبب كون عدة أيام السفر بعدد العشرة أيام كي يستطيع الصائم إكمال صيامه وإتمام صلاته الرباعية..

علماً بأن هذه الأخت من أهل السنة ودخلت مذهب أهل البيت عليهم السلام للتو وهذا القريب لها سني ولكن متحير لأن كل مذهب له حكم في المسألة..

وكذلك إذا كان هناك حديث أو رواية يمكن لسماحتكم أن تشيروا إليها..

أرجو أن تجيبونا جزاكم الله خيراً..

السلام عليكم ورحمة الله..

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فقد اختلف علماء أهل السنة في مدة الإقامة التي يجوز معها الصوم، وإتمام الصلاة، فذهب فريق منهم وهم الأحناف إلى أن المدة التي تبيح ذلك هي خمسة عشر يوماً، وقال آخرون هي أربعة أيام، أو مدة تجب فيها على المكلف عشرون صلاة.. وعن الأوزاعي التحديد باثني عشر يوماً، وعن ربيعة: يوم وليلة، وعن الحسن البصري: أنه يصير مقيماً بدخول البلد، وعن عائشة بوضع الرحل..[1]

ولكن روايات أهل السنة التي يحاولون الاستناد إليها في أقوالهم مختلفة، فبعضها يقول: إنه صلى الله عليه وآله أقام بمكة عشراً يصلي قصراً، وفي بعضها تسع عشرة ليلة، وفي بعضها سبع عشرة، وفي بعضها خمس عشرة، وفي بعضها ثماني عشرة، وفي بعضها أقام بتبوك عشرين يوماً..

ولأجل ذلك حاولوا: ادِّعاء أن القضية ليست توقيفية، وإنما هي اجتهادية، بحسب ما يراه الناس إقامة.

وأما عند أهل البيت عليهم السلام: فإن ما يوجب الصوم وإتمام الصلاة هو نية الإقامة لمدة عشرة أيام، والنصوص الدالة على ذلك عنهم عليهم السلام كثيرة فراجع بحار الأنوار، والوسائل، والكافي، وغير ذلك..

وأكتفي هنا بنقل نص واحد من كتب أهل السنة، يشير فيه إلى وجود النص عن الإمام علي عليه السلام وابن عباس، وهو التالي: قال الشوكاني:

«وذهبت القاسمية، والناصر، والإمامية، والحسن بن صالح ـ وهو مروي عن ابن عباس ـ أنه لا يتم الصلاة إلا من نوى إقامة عشر. واحتجوا بما روي عن علي عليه السلام، أنه قال: يتم الذي يقيم عشراً، والذي يقول اليوم أخرج، غداً أخرج، يقصر شهراً. قالوا: وهو توقيف الخ..»[2]

ومن الواضح: أن أهل البيت عليهم السلام أدرى بما فيه، خصوصاً بعد تلك الاختلافات الفاحشة فيما بين علماء العامة..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

 

[1]راجع: نيل الأوطار ج3 ص254 ـ 256 والفقه على المذاهب الأربعة ج1 ص478 ـ 480.

[2]نيل الأوطار ج3 ص255.


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=735
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29