
السؤال(519):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
سماحة آية الله المحقق الجليل السيد جعفر مرتضى العاملي.. دام ظله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إذا كانت الروح من أمر ربي، وإذا كانت الروح هي نفخة الله سبحانه وهو الكمال المطلق الذي لا شر فيه، فكيف نتصور صدور الذنب من هذه الروح التي بين جنبينا؟
كيف يصدر الذنب الأول والحال هذه؟
ودمتم موفقين وللموالين ذخراً..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإن المراد بالروح الذي تحدثت عنه الآية كما دلت عليه الروايات الشريفة الواردة، في تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}[1]هو جبرئيل عليه السلام.. وهذا هو المنسجم مع السياق، من حيث إنهم إنما يسألون عن موضوع الوحي، وعن حقيقة الروح الذي يأتيه صلى الله عليه وآله..
وأما الروح في قوله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}[2]فقد روي عن الإمام أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح، كما اصطفى بيتاً من البيوت، فقال بيتي، وقال لرسول من الرسل، خليلي، وأشباه ذلك. وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث، مربوب مدبرَّ..[3]
ومعنى النفخ في الآية الكريمة هو إطلاق الروح في الجسد لكي تدبره، وتهيمن عليه.. وإضافتها إلى الله حيث قال: {مِنْ رُوحِي} من جهة أنه خالقها، وصانعها، ومالكها، كقوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}.. أو يا أرضي، ويا سمائي.. ونحو ذلك..
فإذا كانت إضافة الروح إليه تعالى على هذا النحو، فلا تكون هذه الإضافة مانعة من صدور الذنب، كما هو ظاهر لا يخفى..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
[1]الآية 85 من سورة الإسراء.
|