• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة الفقهية .
                    • الموضوع : هل نستخير لتزويج الفتاة؟! .

هل نستخير لتزويج الفتاة؟!

السؤال(399):

السلام عليكم..

سؤالي إلى السيد حفظه الله هو أننا نحن الشباب عندما نذهب إلى خطبة فتاة فإن الأهل يمهلونا لحين أخذ الخيرة رغم أن كل متطلبات الزواج متوفرة لدينا ولا خلل يعيب الشاب من ناحية إيمانه وأخلاقه وأحواله المادية من مسكن ومعيشة متيسرة والحمد لله تعالى.

المشكلة هي أن الخيرة لها أنواعها العديدة، والشخص الذي يستخير في هذا الأمر، أو يطلب منه الاستخارة، معرض للخطأ والصواب، فيمكن في هذه الحالة أن تكون الخيرة «مو زينه» ويكون الشاب في واقع الحال لا غبار عليه مما يؤدي في هذه الحالة إلى عدم تزويج هذا الشاب، ومنها منع لحلال أحله الله تعالى ونبيه الكريم، عندما قال:

«إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».

مما ورد لم يأتِ الرسول العظيم على ذكر الخيرة في الحديث الشريف، وكما ورد ذكره في منهاج الصالحين. الأمر الآخر أن الخيرة ممكن تطلع «زينه» ويكون الشاب في هذه الحالة متظاهراً بحسن الخلق ولكنه في باطن الأمر يخفي سوء خلقه. وأنه في واقع الأمر شارب للخمر. وعن الصادق (عليه السلام): «من زوج ابنته لشارب الخمر فقد قطع رحمها». منهاج الصالحين أيضاً.

نتوجه نحن الشباب المؤمن غير المتزوج ـ بسبب معوقات الخيرة ـ إلى أئمتنا، ومنهم إلى أهل الفتاة بإجاباتهم الشافية حول هذا الموضوع، فهل تجب الخيرة هنا، أم يستحب العمل بها، ومتى تجب الخيرة، وإلى من يتوجب التوجه لأخذ الخيرة.

 هل هو الحاكم الشرعي فقط المخول لهذا الأمر، أم ممكن الأخذ بها من غيره؟

وهل الأخذ بالحديث النبوي وحده كافٍ، لتزويج الفتاة من الشاب الحسن الخلق والدين، أم لا يصح إلا بكليهما، أي الحديث والخيرة معاً، أم الأخذ بالخيرة، وترك الحديث؟

 وما هي مستحباتها، وفيم تجب الخيرة ؟

أفتونا آجركم الله وأمدكم وأطال في عمركم.

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

 

فإن الاستخارة، وهي من بركات أهل البيت عليهم السلام.. إنما تكون حين الحيرة، وحيث لا يعرف الإنسان وجه الصلاح والفساد فيما يقدم عليه، ولا يجد مخرجاً مما هو فيه..

غير أن الأمر في موضوع التزويج يختلف عنه في غيره.. لأن رسول الله صلى الله عليه وآله، قد حدد كيفية التعاطي مع هذا الأمر، وحذر من تخطي ذلك، وبهذا التحديد، وبذلك التحذير، يكون قد ألغى موضوع الاستخارة من أساسه..

فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال: «إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير..»[1].

وعلى هذا، فإذا جاء الخاطب، وظهر لمن يخطب إليهم أنه ملتزم بالشرع الحنيف، مرضي الأخلاق، فلا مجال للجوء إلى الاستخارة، لأن الرسول صلى الله عليه وآله، قد أمر بالموافقة على التزويج، وهدد بأن المخالفة سوف تكون سبباً في الفتنة والفساد في الأرض..

وليس المطلوب بكلمة «ترضون دينه وخلقه» هو كشف الواقع عن طريق الاستخارة، بل المطلوب هو البحث عن ذلك بالطرق الممكنة بحسب العادة..

كما أنه لا مجال لتوهم وجوب الاستخارة أو استحبابها في خصوص هذا المورد، نعم هي راجحة في مورد الحيرة، ولكن في غير مورد الزواج إذا حصل الرضا بدين وأخلاق الخاطب..

فالنتيجة هي: أن الأخذ بالحديث النبوي هو المتعين.. والرجوع إلى الاستخارة في غير محله أصلاً..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 

 

[1] وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص76 وبحار الأنوار ج100 ص373.


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=607
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 7