• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : مفاهيم ومصطلحات .
                    • الموضوع : معنى البداء لغة واصطلاحا .

معنى البداء لغة واصطلاحا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي أدامه الله..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قيل في تعريف البداء بأنه من الإبداء أي الإظهار مع أن البداء كما يظهر من خلال التأمل بمعناه يعود إلى الإخفاء فما حقيقة المعنى اللغوي للبداء؟

وهل ثمة فارق بينه وبين المعنى الاصطلاحي؟

وان كان ثمة فارق فما هو؟

ولكم منا جزيل الشكر وخالص الدعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وبعد..

بالنسبة للمراد من كلمة البداء، نقول:

لا يمكن أن يكون هناك شيء خافياً على الله سبحانه، وإنما هو يخفى على غيره تبارك وتعالى..

والبداء هو الإخبار عن ما تقتضيه الحكمة في أمر ما، كالخلق، والرزق، والصحة، ونحو ذلك.. مع السكوت عما يعرض على هذا الأمر من موجبات ومقتضيات أخرى..

فيخبر الله سبحانه ملائكته من خلال الكتابة في لوح المحو والإثبات، أو يخبر نبيه بواسطة الوحي إليه، بأن عمر فلان من الناس هو سبعون سنة، وفق ما تقتضيه حكمة الخلق، ولكنه لا يكتب أو لا يخبر النبي عن أن هذا الشخص سيصل رحمه، فيزاد في عمره ثلاثون سنة، أو سيتناول السم أو سيقتل وهو ابن عشرين، أو سيقطع رحمه، فينقص من عمره ثلاثون سنة.. بسبب تأثير هذه المقتضيات والموجبات العارضة، أو المنضمة..

وقد دلت الروايات على أن أم الكتاب هو الذي يكون فيه العلم المخزون المكنون الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه، ومنه يكون البداء.. وهذا هو المطابق لعلمه سبحانه وتعالى..

والبداء حين يُطلق ويضاف إلى غير الله فلا مانع من أن يراد به الظهور بعد الخفاء..

ولكنه حين يُطلق ويضاف إلى الله سبحانه، فإنما يراد به معنى ظهور وتجسد الحقيقة المطابقة للوح المحفوظ على صفحة الواقع، وقد قال تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا}[1].

تماماً كما هو الحال بالنسبة لكلمة علم، التي أريد بها في كثير من الآيات التعبير عن هذا التجسد والظهور، وتحقق ما علم على صفحة الوجود..

فقد قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ}[2].

وقال: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً}[3].

ويقول: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[4].

والحمد لله رب العالمين..

جعفر مرتضى العاملي


توضيح من السائل:

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى دامت بركاته..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

توضيح: لقد ذكرتم في إجابتكم على سؤالي عن المعنى اللغوي للبداء أن الله لا يخفى عليه شيء. ولعل عبارتكم هذه جاءت في معرض الرد على ما ذكرته من أن المتأمل في معنى البداء يظهر له انه بمعنى الإخفاء واقصد بالإخفاء هو عين ما ذكرتموه من أن الله يخفي عن الناس أو عن النبي ما يجد أن فيه مصلحة لإخفائه ولم أقصد أن الله يخفى عليه شيء والعياذ بالله.

من هنا كان السؤال حول المفارقة بين هذا المعنى للبداء بمعنى الإخفاء كما ذكرتموه وبين معنى الظهور أو الإظهار..


[1] سورة الزمر الآية 48.

[2] سورة البقرة الآية 143.

[3] سورة الكهف الآية 12.

[4] سورة محمد الآية 31.

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=279
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19