الاخ السيد العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي السلام عليكم و رحمة الله اسالك
في الحادثة الشهيرة التي تسمى رزية يوم الخميس
قال ص ايتوني بدواة وكتف اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي ابدا (مضمون الحديث)
1- ما يمكن ان يفرض عاصما من الضلال هو بيان الكتاب اي انه ص يريد كتابةكتاب واضح لا يلتبس ما فيه على احد و لا يمكن لاحد التلاعب في مؤداه ألميكن في حادثة الغدير كفاية على المطلوب مع ادعاء من يتمسك بها انها نص فيالمراد؟
2- بناءا على ان العاصم نصوصية الكتاب فالمدعي ان الغدير نص , فهذه نص وتلك نص فبما تزيد هذه عن تلك؟
3- ولو فرضنا ان في الخميس زيادة فلما لم تبين تلك الزيادة في الغدير؟
4- من يقرا تاريخ النبي يعرف انه ص وقف في وجه عوائق لم تحصل في حياة نبياخر حتى قال لم يؤذ نبي كمثل ما اوذيت , فلما وقف النبي ص بصلابة في وجهالصعوبات و المعوقات يوم الغدير؟ ولما طلب من الله العصمة فاعطيت له؟ ولما لم يقف بنفس الصلابة يوم الخميس؟ لما من مجرد لغط تراجع عن ما يحفظالامة من الضلال لو كان مريدا جدا له وكان حافظا للامة من الضلال؟
5- لما لم يهتم بلغط اللاغط يوم اكمال الدين؟ واهتم به يوم حفظ الدين والامة من الضلال؟ ثم ما فائدة تمامية الدين مع عدم صون الامة من الضلال؟
6- ان كان النبي ولى عليا امر المسلمين لماذا لم يكلفه بامور خلال حياتهتعوِّد و تفرض و تجعل الناس تسلم بخلافته للرسول كما هو حال سائر العقلاءفي حياتهم بالنسبة لأولياء عهودهم؟ و لماذا لم يستعمل الرسول في حقهعبارات تثبت الامر له كأن يقول للناس نادوا لي خليفتكم من بعدي او ادعوا ليخليفتكم , او غير ذلك من القولية و الفعلية التي تؤدي هذا الغرض الخطير بلاخطر امر في حياة الامة؟
7- و لماذا الامام علي لم ينصب الامام الحسن من بعده ان كان الامر الالهي يقتضي ذلك
هذه جملة من التساؤلات خطرت في البال فارجو منكم بيانها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
1 ـ بالنسبة للسؤال الاول نقول : حتى إذا كانت حادثة الغدير نصاً في المطلوب، لكن من الذي قال : إن الغاصبين سوف لا يقولون للناس إنه قد حدثت بعد الغدير امور اقتضت من النبي صلى الله عليه واله ان يصرف النظر عن هذا الامر، ويعطي الخيار فيه للناس، فهم من يختارونه ..
فإذا سجل النبي قبل موته في كتاب أن مقام الإمامة لعلي من بعده، ثم مات بعد يومين او ثلاثة، فإن امثال هذه الإدعاءات لا تسمع.
ولو أن احداً ادعى أن النبي قد عدل عما كتب، فسيقال له: لقد كان عليه ان ينقض ما كتب بكتاب آخر صريحفي النقض
2 ـ بالنسبة للسؤال الثاني و السؤال الثالث نقول قد علم الجواب عنهما مما قلناه آنفاً.
3 ـ بالنسبة للسؤال الرابع نقول : إن التهمة قد وجهت للنبي صلى الله عليه وآله بأنه يهجر وحصل الاختلاف بين الحاضرين، فكانوابين قائل قدموا للنبي كتفاً ودواة، وبين من يقول القول ما قاله فلان ( أي انه ـ والعياذ بالله ـ ليهجر. فهذه الكلمة (( ليهجر)) قد جعلت أي إجراء يتخذه النبي صلى الله عليه واله في هذا الموقف تجاه من قال هذا القول ، سوف يوضع في خانة الادلة على صحة تهمة الإتهام بالهجر .. وستكون مثاراً لفتنة عظيمة تسفك فيها الدماء، ولا يعرف إلى اين وكيف تتنهي ..
وحتى لو انتصر المؤيدون لعلي على خصومهم، فإن ذلك لا يمحو أثر إتهامه صلى الله عليه واله بأنه يهجر، لاسيما إذا جعل امره بالتصدي من أدلة صحة هذه التهمة فيه، وأنه كان يهجر بالفعل، والعياذ بالله..
ولا شء يشير إلى أن هذه الشبهة سوف تزول على مر الزمان، بل هي سوف تتسع وتتفاعل باستمرار، وسيكون أثر ذلك الطعن بصحة النبوة من الاساس.
4 ـ بالنسبة للسؤال الخامس، نقول لقد علم جوابه مما سبق، ولابد أن يضم إليه هنا : اللغلط الذي حصل يوم إكمال الدين لم يحمل معه ما يقتضي التشكيك في النبوة، وإبطال أثر أي اجراء يصدر عن النبي ـ وقد كان هذا الامر حاصلاً في رزية يوم الخميس
ونضيف هنا ايضاً: ان نفس قوله صلى الله عليه واله قوموا عني فإنه لا ينبغي عند نبي تنازع، وعدم استجابته صلى الله عليه واله للإستفزاز الذي نتج عن تلك الكلمة المرة، هو الذي حفظ الامة من الضلال..
او فقل : إن طلبه صلى الله عليه واله الدواة والكتف الذي استفز بعض الناس، فقالوا تلك الكلمة القاسية التي كانت هي الاخرى بمثابة استفزاز من قائلها للنبي صلى الله عليه واله لكي يتصرف: فإن تصرف برد الفعل، فإنه صلى الله عليه واله سوف لا يحصل منه النبي صلى الله عليه واله على نتيجة لان الأمر سوف يضيع في حالة الهرج والمرج، وإن سكت صلى الله عليه واله ، وتراجع عن كتابة الكتاب فذلك يعني أن الطريق قد فتحت أمام الطامعين للقيام بالانقلاب الذي خططوا له .
5 ـ بالنسبة للسؤال السادس نقول: إن منطق الانبياء، ولاسيما فيما يرتبط بالامامة لا يشبه منطق الملوك واهل الدنيا، فإن الإمامة كالنبوة مقام إلهي، لابد أن يعرف الناس به، وبخصوصياته الغيبية، وان يدخله الى عقولهم، ثم إلى قلوبهم، ليصبح جزءاً من إيمانهم .
وقد ذكرنا في كتابنا الغدير والمعارضون أنه صلى الله عليه واله لم يدع اسلوباً بيانياً يحقق هذا الغرض إلا واستفاد منه فراجع.
6 ـ بالنسبة لنصب الامام علي عليه السلام للإمام الحسن عليه السلام من بعده نقول: قد ذكرنا في كتابنا الحياة السياسية للإمام الحسن عليه السلام و في كتابنا: الصحيح من سيرة الامام علي عليه السلام وغيره نصوصاً عديدة عن انه عليه السلام قد فعل ذلك، كما أن النبي صلى الله عليه واله قد اكد على إمامة الحسنين عليهما السلام في اكثر من مناسبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
|