بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة العلامة المجاهد المحقق السيد جعفر العاملي دام علاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
لا أغالي إذا قلت إنني من القرّاء الشرهين لكل ما يصدر لك من بحوث قيمة أغنت، ولا زالت، المكتبة الإسلامية بكشف زوايا، كانت إلى وقت قريب، رهينة الغموض واللبس.
ولقد تابعت ـ وأعتقد أنك أيضاً ـ هذه الليالي ما ورد في قناة المستقلة من حوار حول طبيعة التشيع والتسنن، بين الرجل البغيض المسمى بالمنتصر (خذله الله) وبين بعض من ليس له بضاعة كافية في صناعة التحقيق والبحث العقائدي المقارن، من شيعة أهل البيت ^، مع احترامي لهم جميعاً.
ورغم تسليمنا بهزالة ما ورد على لسان المنتصر ومن لف لفه من المتصلين، وعلمنا بأن من لديه أدنى إلمام بهذا الحقل قادر على أن يلقمهم حجراً.. إلا أني أحببت أن أعرف رأيكم الكريم في نقطة وردت في الحوار، حول معنى الولي، إذ أن بعض المتصلين بالإضافة إلى المنتصر قال: إن هناك فرقاً بين الولاية ـ بجر الواو ـ والولاية ـ بنصبها ـ إذ أن منتهى إحداهما المحبة، والنصرة، والصداقة.. بينما الأخرى بمعنى الإمامة..
ومن ثم حملوا ما جاء في حديث الغدير على هذا المعنى، لذلك فأنا أحب أن أعرف رأيكم الكريم في هذه القضية..
جزاكم الله خير جزاء العاملين، الذابين عن حياض الحق، آمين رب العالمين..
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله، وبعد..
فقد ذكر الراغب الأصفهاني: أن الوِلاية ـ بالكسر ـ هي النصرة.. والوَلاية ـ بالفتح ـ هي تولي الأمر..
وقيل: الوِلاية والوَلاية، نحو الدِلالة والدَلالة. وحقيقته تولي الأمر..
ولكن يظهر من كتب اللغة الأخرى ما لا ينسجم مع قول الراغب هذا([1])..
وفي جميع الأحوال نقول:
إن المراد بالولاية في حديث الغدير هو خصوص ولاية الأمر.. وقد ذكر العلامة الأميني & في كتابه القيم: >الغدير< قرائن كثيرة على أن هذا المعنى هو المتعين([2]).
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
جعفر مرتضى الحسيني العاملي
([1]) فراجع أقرب الموارد مادة ولي، وغيره..
([2]) راجع الغدير ج1 ص640 ـ 667 ط مركز الغدير للدراسات الإسلامية، قم ـ إيران ط سنة 1416 هـ. ق.
|