السؤال(394):
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يحدثنا التاريخ عن الحال الذي كان عليها العرب في الجاهلية من تخلف وصلافة وهذا ما ذكره سماحتكم في كتابكم الموسوم «الصحيح من السيرة».. الجزء الأول ويؤيده ما ذكره جعفر بن أبي طالب عند ملك الحبشة..
السؤال: بناء عليه كيف نفهم قوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[1].
ومن المقصود بالأمة؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فقد وردت أحاديث كثيرة تفسر المراد من كلمة «الأمّة» الواردة في هذه الآية المباركة، بالأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين[2].
والظاهر: أن المراد بـ «الأمة» الرجل المتفرد في ميزاته، وخصوصياته، ودينه.. وقد قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أمَّةً قَانِتًا لِلّهِ}[3].
هذا، وقد روي بسند صحيح: أن عبد المطلب يبعث أمة واحدة (أو وحده)، عليه سيماء الأنبياء، وهيبة الملوك[4].
وروي أيضاً: أن قس بن ساعدة يحشر أمة وحده..[5].
وجاء في تفسير القمي بسند صحيح: «أن ابن سنان قرأ على الإمام الصادق (عليه السلام): {كُنتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}..
فقال (عليه السلام): خير أمة، تقتلون أمير المؤمنين، والحسن، والحسين بن علي عليهم السلام؟!
فقال القاري: جعلت فداك، كيف نزلت؟
قال: نزلت: كنتم خير أئمة أخرجت للناس، ألا ترى مدح الله لهم: {تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ[6]} [7].
والمراد بنزولها كذلك: أن هذا التفسير لكلمة: «الأمّة»، بكلمة «الأئمة»، قد نزل من عند الله سبحانه. حتى ليصح أن نضع هذه بدل تلك، على سبيل التفسير، لا لتصبح هذه هي القرآن المنزل..
أو فقل: إن كلمة «الأمة» هكذا نزلت، مراداً بها هذا المعنى، وهو «الأئمة»، دون سواه..
وقد بين الإمام (عليه السلام): أن إرادة جميع أفراد الأمة، غير ممكن، فإن فيهم من يفعل المنكر ويأمر به، وأن فيهم قتلة أوصياء الأنبياء.. وفيهم.. وفيهم..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..
[1] الآية 110 من سورة آل عمران.
[2] راجع: البحار ج24 ص153 ـ 159.
[3] الآية 120 من سورة النحل.
[4] الكافي ج1 ص446 و447 وراجع: البحار ج15 ص157 و158 عنه وسفينة البحار ج6 ص87 عن الدر النظيم.
[5] البحار ج15 ص183 وراجع: سفينة البحار ج1 ص299.
[6] الآية 110 من سورة آل عمران.
[7] البحار ج24 ص154 عن تفسير القمي.
|