• الموقع : سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي .
        • القسم الرئيسي : الأسئلة والأجوبة .
              • القسم الفرعي : الأسئلة الإجتماعية .
                    • الموضوع : أختي تترك الصلاة .

أختي تترك الصلاة

السؤال(400):

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية طيبة وبعد..

 

ينصح علماء واستشاريو التربية خصوصاً، وعلماء الدين عموماً بضرورة تعليم الطفل منذ نعومة أظفاره ما يبغي الوالدان غرسه في الطفل كأساس للعملية التربوية حتى إذا شب هذا الطفل أدرك بغريزته قبل إدراكه أهمية ما يمارس من عبادات وطقوس..

ومن هذا المنطلق دأبت عائلتي كالعديد من الأسر في التعليم المبكر للصلاة، فلي أخت في العاشرة من عمرها، تعلمت الصلاة وواظبت عليها مذ كانت في السادسة من عمرها، وسار كل شيء على ما يرام كما يبدو حتى هالني ما لاحظته منذ مدة بسيطة، أن أختي لا تصلي إلا خوفاً منا لا من الله، وأمامنا لا أمام الله، بل إن صلاتها أمامنا لا تتعدى بضع حركات دون النطق بأي كلمة والمصيبة أنني لاحظت هذا للتو..

أستاذي:

قد تعتقد أن هذه المسألة ليست من اختصاصك لكنني لم أخاطبها للآن إذ إنني أبحث عن الوسيلة التربوية المناسبة لتقويمها وأخاف من اتخاذ أي خطوة قد تحذو بها نحو الاتجاه السلبي، ولا زلت أغالب نفسي حتى لا أضربها أو أتوجه إليها بسيل من الاتهامات والتجريح ولا زلت لا أعلم ما الحل؟

أتمنى منك مساعدتي عاجلاً..

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

 

فإن من المهم في التربية هو تعليم القرآن أولاً، ثم تعليم الأحكام، وذلك لأن القرآن يتضمن الكثير مما يشير إلى الله، وصفاته، من رحمانية، ورحيمية، وخالقية، ورازقية، وجبارية، وقاهرية، وغير ذلك..

وهو يتضمن تذكيراً بالقيم، وبالمثل، ويعطي الإنسان نفحة إيمانية، وأخلاقية، وتربوية، لا يمكن الحصول عليها فيما عداه.. هذا بالإضافة إلى القصص القرآنية والمعجزات، وتفاصيل مهمة جداً عن البعث وعن الآخرة، والحساب والعقاب، وغير ذلك..

وهذا هو الأهم في التربية الدينية، وتأصيل حالة التدين لدى الطفل.. ولأجل ذلك جعل الإسلام من حقوق الطفل على والديه، تعليمه القرآن أولاً.. لا مجرد الصلاة وممارستها من دون أي مرتكز عقائدي وإيماني قوي وحاسم..

أما فيما يرتبط بأختك التي تركت أو تكاد صلاتها.. فإنني أعتقد أنه لا تزال هناك فرصة لاستصلاحها، وإعادتها إلى جادة الصواب.

وقد يكون السبب فيما يجري هو أنها ـ من جهة ـ لم تكن تملك المرتكز الإيماني والعقائدي القوي والراسخ، أو كانت لديها تصورات ناقصة عن ذلك المرتكز، فضلاً عن أن تترسخ في داخل وجدانها لتصبح حالة ضميرية مؤثرة..

ومن جهة أخرى، فمن المحتمل أن يكون قد طرأ على حياتها أمر ما، دعاها إلى اتخاذ القرار بترك الصلاة، أو بالتهاون بها، ولعلها كانت تتوقع أمراً ما، في مجال تعامل أهلها أو رفقائها معها، فخابت توقعاتها، فقررت أن تنتقم لنفسها منهم بهذه الطريقة، ولربما يكون السبب غير ذلك أيضاً..

وفي جميع الأحوال، فإن نصيحتي هي:

1 ـ أن يصار إلى الإيحاء إليها من خلال ممارسات معينة: أن صلاتها، وانضباطها في مجال مراعاة الأحكام يهيء لها فرصاً، ويعطيها امتيازات، ويكرس لها احتراماً، ونفوذ كلمة، ويثير من حولها أجواء المودة والمحبة، والبهجة، والسعادة..

أي أنه لا بد من توفير ذلك كله لها، بطريقة تفهم منها أن كل ذرة تحصل عليها من ذلك، إنما هي لأجل تديّنها وانضباطها في مراعاة الأحكام الشرعية..

2 ـ لا بد من تعليمها القرآن، والتركيز على البعث والنشور، والحساب والعقاب، والجنة والنار، وعلى التوحيد وصفات الله..

3 ـ لا بد من العمل على زيادة محبتها لأهل البيت عليهم السلام، ولا سيما السيدة الزهراء والإمام الحسين (عليهما السلام)، والإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، وتحسيسها برقابته ورعايته، وتقوية ارتباطها به عجل الله تعالى فرجه الشريف، وتهيئة أجواء لها تساعدها على ذلك..

4 ـ الاهتمام بإيجاد رفيقات لها تحبهن وتألفهن، وتتأثر بهن وبسلوكهن، ممن تتوفر فيهن شرائط الاستقامة والطهارة والالتزام..

5 ـ تعويدها على الاهتمام بأمر الطهارة، والنظافة، والابتعاد عن الشبهات، والتصريح لها بأن هذا المورد يشك في حليته، وذاك المورد يشك في طهارته، والمورد الثالث يشك في صحته.. ثم يتم تحذيرها من ممارسة ذلك كله..

6 ـ الإيعاز إليها بتعليم الآخرين الصلاة، وتعليمهم آيات القرآن، والأحكام.. ونقل كل ما تعرفه من معارف دينية إليهم..

7 ـ تزهيدها بالدنيا، وبعث روح الاعتماد على الله، والالتجاء إليه لقضاء حاجاتها، وحل مشكلاتها، وإرجاعها إلى الأئمة الطاهرين عليهم السلام لتتوسل بهم في كل أمر تواجهه..

8  ـ تعويدها على المستحبات، مثل الصدقات، والوضوء قبل النوم، والمستحبات عند الأكل، وسائر المستحبات..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 


  • المصدر : http://www.al-ameli.com/subject.php?id=608
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 7