![](http://al-ameli.com/edara/pic/icon/jafar-morteza3.jpg)
السؤال(490):
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي حفظك المولى
أنا من المتابعين لك ولمؤلفاتك وللدفاعات التي تقوم بها عن الحق والحقيقة ضد المشككين.
أما سؤالي فهو: كنت أتحدث مع أخٍ هنا في السعودية فأتينا على ذكر الخطبة التطنجية لأمير المؤمنين عليه السلام وما فيها من الكلام الذي لا يتحمله عقل إنسان عادي فقال لي: إن هذا الكلام لا يصدر عن أمير المؤمنين ولا يناسبه وأن السيد جعفر مرتضى قد نقض هذه الخطبة وأنها غير صحيحة وأنها إذا كانت صحيحة لماذا لم يذكرها الشريف الرضي في نهج البلاغة.
وهل صحيح أن رجب البرسي مغالٍ وما يحاول البعض إثارة الشبهات عليه.
فهل صحيح رأيكم هذا في هذه الخطبة وغيرها؟
أجيبونا مأجورين ونسألكم الدعاء لنا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
1 ـ فإن الخطبة التي ناقشتها في كتاب صدر بعنوان: «بيان الأئمة وخطبة البيان» هي خطبة البيان. أما الخطبة التطنجية، فلم أتعرض للبحث فيها بصورة تفصيلية، غير أنني أقول: إنها هي الأخرى تشارك خطبة البيان في العديد من موارد الإشكال، أو السؤال، من قبيل أن فيها بعض التراكيب غير السليمة، وبعض الاشتقاقات التي لا تنسجم مع القواعد؛ بالإضافة إلى أسماء أشخاص لا نجد لهم ذكراً في كتب التراجم، والرجال، وإيراد أسماء وأوصاف لا أصل لها في كتب اللغة، ولا في غيرها.. وغير ذلك من أمور.
وهي على الأقل لا تملك سنداً ليمكن النظر فيه، وهي إنما ظهرت في القرن الثامن، فقد قال عنها الطهراني في كتاب الذريعة ج7 ص201: «من الخطب المنسوبة إلى أمير المؤمنين عليه السلام مذكورة في (المجموع الرائق) المؤلف في (703) وذكرها أيضاً البرسي في (مشارق أنوار اليقين) الذي ألفه (773) وأوردها البارجيني في (إلزام الناصب)»، من دون أن يشير إلى المصدر الذي نقلها منه، أو عنه..
2 ـ إن ما ذكرتموه من أنها إذا كانت صحيحة، فلماذا لم يذكرها الشريف الرضي في نهج البلاغة، لا يصلح للاستدلال به، لأن الشريف الرضي لم يأخذ على نفسه أن يورد في نهج البلاغة جميع خطبه عليه السلام، وإنما هو قد أورد مختارات، وترك الشيء الكثير من ذلك، واستدركه عليه العلماء في كتب معروفة ومشهورة..
3 ـ وأما بالنسبة للشيخ رجب البرسي، فقد اختلفت كلمات العلماء في حقه.. فقد قال صاحب البحار في أول كتابه: «كتاب مشارق الأنوار، وكتاب الألفين، للحافظ رجب البرسي، ولا أعتمد على ما يتفرد بنقله، لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخلط والخبط».
وقال الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل: «كان فاضلاً شاعراً، منشئاً أديباً، له كتاب مشارق أنوار اليقين، في حقائق أسرار أمير المؤمنين، وله رسالة في التوحيد وغيره. وفي كتابه إفراط وربما نسب إلى الغلو».
وفي رياض العلماء: «التأمل في مؤلفاته يورث ما أفاده الأستاذ المجلسي، والمعاصر صاحب الأمل من الغلو والارتفاع، لكن لا إلى حد يوجب عدم صحة الاعتقاد».
ومن جهة أخرى، فإنه لم يعرف للبرسي شعر إلا في أهل البيت عليهم السلام..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
|