بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سماحة العلامة آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي..
سؤالي: ما معنى قوله تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ﴾[1].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإنني لم أستطع تحديد النقطة التي تحتاج إلى بيان في الآية المباركة, غير أنني أقول باختصار شديد:
إن الآية تتحدث عن ليلة القدر، وعن أن الملائكة والروح (الذي هو أعظم من جبرئيل ومن الملائكة)، تتنزل في هذه الليلة المباركة، بكل شيء يكون في تلك السنة إلى مثلها في العام التالي: من خير, وشر, وطاعة, ومعصية, ومولود, وأجل, ورزق, فما قدر في تلك الليلة وقضي, فهو المحتوم, ولله عز وجل فيه المشيئة[2]. كما روي عن الإمام الباقر «عليه السلام»..
ونشير هنا إلى أمرين:
أحدهما: أن عطف الروح على الملائكة هو من عطف الخاص على العام, لبيان أهمية هذا الروح النازل، وتميزه عن غيره من سائر الملائكة.
الثاني: يحتمل أن تكون كلمة «من» في قوله تعالى: ﴿مِّن كُلِّ أَمْرٍ﴾.. ابتدائية. أي أن لله تعالى أموراً مختلفة، لا بد أن ينزل منها في كل سنة ما قضي وحتم فيها، فيكون المعنى: أن الملائكة تنزل في ليلة القدر من كل أمر من الأمور الإلهية, بشيء منه, فينزل من أمر الآجال خصوص ما قضي وحتم تلك السنة, ومن أمر الأرزاق أيضاً خصوص المقضي منها, وهكذا الحال بالنسبة لسائر الأمور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..