هل التسجيل المرئي حجة شرعية؟

 بسمه تعالى

استفتاء من سماحة السيد جعفر مرتضى دام ظله الشريف

الاستفتاء: احد الاشخاص يملك بناء مؤلف من ثلاث طبقات و محلين للتجاره و لما كان صاحب الملك يريد ان يهرب من الضرائب الحكومية فسجل مستندات هذا البناء باكمله لولده الاصغر الذي كان في ريعان طفولته ليهرب من الضرائب الحكوميه

بعد مرور حوالي اربعين سنة عن هذا الموضوع كبرت العائله و اثنا هذه المدة الى وفاته كان التصرف الكامل لهذا البناء بيد الوالد ليس الا . و في احد الايام سئل الوالد عن هذا الاجراء الذي قام به اتجاه ولده الاصغر و السئوال كان :" هل انت وهبت او اعطيت هذا البناء لابنك الصغير ام انك بحسب ما علمنا انك كنت تريد ان تهرب من الضرائب" جواب الوالد : "انا ما وهبت هذا البناء فقط كان شكليا و هذا البناء هو للورثة بعد وفاتي طبق ما فرض الله " فردد هذه الأيه :"و للذكر مثل حظ الانثيين". (ملاحظه: و هذا الكلام موثق ضمن فيلم)

مع العلم ان الوالد قد مر على وفاته حوالي خمس سنوات

السؤال هل من الناحيه الشرعية حسب رأيكم الشريف هذا البناء يكون للولد الصغير ام يقسم للورثة.

---

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..

في هذا السؤال امران ينبغي التوقف عندهما:

الاول: هل الفيديو حجة يجب الأخذ بها، او لا حجية له في إثبات كون التسجيل في الدوائر الرسمية بإسم ذلك الطفل صورياً، ولم يقصد به التمليك على الحقيقة، بل قصد به التهرب من الضرائب ..

هناك من العلماء من يقول: إنه لا حجية للتسجيلات الصوتية، ولا للفيديو.

غير اننا نقول: اذا توافق الجميع على صحة ما جاء في ذلك التسجيل للصوت والصورة فإنه يعمل بمقتظاه استناداً إلى هذا العلم بصحته، وإذا احرز عدم التلاعب أو التصرف فيه .

وإن بقي إحتمال التصرف والتلاعب قائماً، فلا عبرة بما جاء في ذلك التسجيل .

الثاني: قد يناقش في صحة الهبة من جهة عدم تحقق القبض للموهوب اليه، لكن لا من جهة صغر سنه، فإن الواهب هنا هو ولي أمر الموهوب فقبضه كاف في صحة الهبة .

بل من جهة كون عدم تسليمه العين للموهوب له حين بلوغه ..

فقد يقال: إن هذا يشير إلى صحة ما جاء في الفيديو ..

ويمكن ان يجاب : بأن تعامل الاباء مع ابنائهم والعكس، مبني على الاحترام والتسليم للأب وايكال الامور إليه وابقاء كل شئ تحت سلطته، وغالباً ما يعتبر الوالد نفسه ولياً لأمر ولده حتى لو بلغ من العمر ما بلغ، من اجل هذا وذاك نقول:

لابد من السماع من الأطراف، ليعلم موقفهم من الفيديو من حيث يقينهم بصدقه وعدمه، فإن أكدوا صحته فهذا هو مفتاح الحل..

وإن بقيت الشبهة قائمة، فأرحج الجنوح نحو إجراء مصالحة ، فإن تعذر ذلك ، يراجع من يقلده المتخاصمون فيما يتعلق بحجية الفيديو وغير ذلك مما يحتاجاليه الحكم...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..