مقابلة مع مجلة بقية الله العدد.... السنة...ـ بيروت.
السؤال:
هل للعولمة تأثير على حركة ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه)؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين..
العولمة هي محاولة صوغ نظم وقيم جديدة يرتكز عليها النظام العالمي الذي يفكرون فيه، وهؤلاء الذين يسعون إلى صوغ هذه النظم، وإلى التلاعب بالقيم وإيجاد بدائل عن بعضها، والاستغناء عن البعض الآخر، إنما يفعلون ذلك لأهداف ترتبط بمصالحهم، أو لأهداف فئوية، أو طبقة بعينها. ولا يريدون للشعوب أن تعيش العالمية بالمعنى الصحيح، لأن نظمهم وقيمهم لا تُصلح المجتمعات العالمية ولا تحل مشاكلها، وإنما تؤثر على فطرتها، وتنسف الكثير من القيم الحقيقية المقبولة التي من شأنها حفظ مسيرتها. حيث إن الحق هو الذي يحفظ الوجود، وبه يتنامى الإنسان ويتكامل، وهؤلاء الذين يسعون إلى العولمة إنما يريدون أن يُخضعوا البشرية لمجموعة نظم تسلب اختيارها، وتجعل كل جهدها وحركتها في خدمة أهدافهم، وتهيمن على مسيرتها، وتمتص خيراتها وقدراتها وإمكاناتها، وسينتج عن ذلك تخريب لفطرة الشعوب، وبلبلة في المفاهيم، وغياب للقيم.
وهذا الأمر يعرقل حركة الظهور، لأن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) لا بد أن يظهر في محيط قادر على احتضان حركته، والدفاع عنها وحمايتها، فإذا لم تكن هناك فطرة صحيحة، وقيم واقعية إلهية، فلا يمكن أن يوجد ذلك المجتمع الذي يحمي حركة الإمام (عجل الله فرجه) ويساعد على انتصارها في معركتها مع الفريق الظالم.
إذن لا بد أن يكون هناك نوع من عدم العولمة، لتكون هناك مجتمعات قادرة على أن تنفلت من نير الاستعباد العولمي، تتنامى، وتتربى، فيها كوادر وذهنيات وطموحات تتناسب مع فكر الإمام (عجل الله فرجه) وتوجهاته، وتُربي له الجنود الذين سيكونون حماة دعوته.