المجند التائب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إلى سماحة السيد المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي..
بعد السؤال عن حالكم وصحتكم التي أتمنى أن تكون بخير..
أرجو منكم أن توضحوا لنا الحكم في هذه المسألة ولكم الأجر والثواب:
كان هناك رجل في الجيش الفرنسي أيام الثورة الجزائرية، ولم يكن يعرف شيء عن الدين, وفي إحدى المعارك كان يخوض معركة ضد الثوار، فاحتمى الثوار في المسجد، فعرف ذلك الأمر الضابط المسؤول, فأمر هذا الرجل أن يقصف المسجد بمن فيه.. ففعل هذا الرجل، علماً أنه إذا لم يفعل هذا الأمر فسوف يقتل.
فما هو حكمه الشرعي؟
ولكم الأجر والثواب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإن نفس دخول هذا المجند في جيوش أعداء الدين، وجعل نفسه من أعوانهم، الذي نتج عنه أن زجوه في حرب ضد إخوانه من المسلمين، حتى انتهى الأمر إلى قصف بيت من بيوت الله ومن فيه، إن نفس هذا الدخول، وما نتج عنه هو أمر عظيم غير مرضي عند الله، ولا يمكن التغاضي عنه..
فعليه بالندم أشد الندم على هذا الذي صدر منه، وأن يديم الاستغفار، ويخلص التوبة، لعل الله يغفر له، فإنه تواب رحيم.. إذا علم منه صدق النية، وصلاح الطوية، مع السعي الدائم للكون في مواقع طاعته ورضاه سبحانه، والمبادرة إلى غسل تبعات ذنوبه بما يناسبها من كفارات، وإعادة حقوق الناس إلى أصحابها، وتصحيح ما فسد من أعماله..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..