غروب الشمس بذهاب الحمرة
السلام عليكم ودمتم لخدمة الإسلام والمسلمين..
سؤالي هو: في الصوم: هل يتحقق دخول الليل بدخول وقت صلاة المغرب؟
أرجو الإيضاح.. وآمل من سماحتكم الإجابة على رأي السيد الخوئي، والسيستاني، والتبريزي..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإن بإمكانكم مراجعة الرسائل العملية لآيات الله العظام: السيد الخوئي، والسيستاني، والتبريزي.. كما أن بإمكانكم تعيين المرجع الذي تقلدونه، ويكون السؤال عن خصوص فتواه، أو مراسلته على موقعه على الإنترنت إن كان من الأحياء..
وعلى جميع التقادير نقول:
يقول السيد الخوئي: ويعرف الغروب بسقوط القرص، والأحوط لزوماً تأخير صلاة المغرب إلى ذهاب الحمرة المشرقية»..[1]
ويقول السيد السيستاني: «ويعرف الغروب بذهاب الحمرة المشرقية عند الشك في سقوط القرص، واحتمال اختفائه بالجبال، أو الأبنية، أو الأشجار، أو نحوها.
وأما مع عدم الشك فلا يترك مراعاة الاحتياط بعدم تأخير الظهرين إلى سقوط القرص، وعدم نية الأداء والقضاء مع التأخير، وكذا عدم تقديم صلاة المغرب على زوال الحمرة»[2]
وأما بالنسبة للشيخ التبريزي، فقد سئل هو والسيد الخوئي، ما يلي:
«إذا أفطر الصائم بعد سقوط القرص، وقبل زوال الحمرة المشرقية، معتمداً في ذلك على أذان من لا يعتمد عليه كالراديو مثلاً، فهل يجب عليه القضاء فقط؟ أم الكفارة كذلك؟ أم لا يجب عليه شيء من ذلك؟
فأجاب السيد الخوئي بقوله: «إذا كان معتقداً جواز الإفطار حينذاك، فليس عليه إلا القضاء فقط، وإلا فعليه الكفارة أيضاً والله العالم»..
وأجاب التبريزي بقوله: «إذا كان إفطاره لجهله بالحكم الشرعي، فعليه القضاء دون الكفارة»[3]انتهى.
هذا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
«أشهد أن علياً ولي الله» في الأذان
السلام عليكم ورحمة الله..
هل من أدلة على صحة ذكر «أشهد أن علياً ولي الله» في الأذان؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
أما بالنسبة لمسألة الشهادة الثالثة في الأذان، فإنها ليست من أجزائه الأساسية وإنما هي مما يستحب ذكره فيه، فلو أسقطها المؤذن لم يبطل أذانه..
ومن الواضح: أن الشيعة أناس عقلاء، يحبون النجاة من عقاب الله والحصول على ثوابه ودخول جنته.. فلا يمكن أن نتصورهم يخالفون ما يثبته الدليل والبرهان ـ وهم الذين يعلنون ـ على مدى العصور والدهور أنهم أبناء الدليل وأنهم ملتزمون بكل ما يثبته لهم..
بالإضافة إلى أن فيهم العلماء والفقهاء الكبار، والمجتهدون في كل زمان.. حتى أن أعظم مراجعهم يلقي دروسه في المساجد العامة في الحوزات العلمية ويستطيع كل أحد أن يحضرها، وأن يناقشه في أدلته مشافهة. وأن يعترض ويرد، وسيجد أنه يجيبه بكل رحابة صدر، وبجدية بالارتكاز إلى الضوابط والمعايير العلمية والموضوعية..
على أن هناك روايات عند الشيعة قد أمرت بالشهادة لعلي عليه السلام بالولاية بعد الشهادة للنبي صلى الله عليه وآله بالرسالة، كما أن هناك أحاديث أشار إليها الشيخ الصدوق، والشيخ الطوسي، والعلامة، وصرحوا بأن هذه الشهادة ليست من كمال فصوله، فإذا قيلت في الأذان، فإن الثواب عليها ليس هو نفس الثواب على ما هو من فصوله.. تماماً كما هو الحال بالنسبة لبعض المستحبات في الصلاة الواجبة، فإنها ليست جزءاً منها، والثواب عليها ليس كالثواب على أجزاء الصلاة..
على أن من الواضح: أن الأمويين الذين لعنوا علياً على منابر الإسلام ألف شهر، وقد فعلوا الأفاعيل بأتباعه ومحبيه، قتلاً، وسجناً وتشريداً، وعسفاً وما إلى ذلك، ثم العباسيون من بعدهم الذين زادوا على أسلافهم في ذلك، حتى لقد قال الشاعر في تلك الحقبة:
ومتى تـولى آل أحمـد مسلم قـتـلوه أو وصموه بالإلحـاد
وقال آخر:
يا ليت جور بني مروان دام لنا وليت عدل بني العباس في النار
وقال شاعر آخر عن أفاعيل بني العباس بذرية علي بن أبي طالب عليه السلام:
تـالله مـا فـعلت أمية فيهم معشار مـا فعلت بنـو العبـاس
فهل يمكن أن نتصور كيف يتمكن أهل البيت عليهم السلام، وشيعتهم من الإعلان بالشهادة لعلي بالولاية في الأذان؟! وماذا سيكون مصير من فعل ذلك منهم؟!
إن النبي صلى الله عليه وآله لم يعترض على الصحابة حينما زادوا في أذانهم بعد قتل الأسود العنسي: «أشهد أن محمداً رسول الله، وأن عبلهة كذاب».
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..