حول الحوزات العلمية والأساتذة
حول الحوزات العلمية والأساتذة
السؤال 75:
ما هي أجمل نصيحة سمعتها من أستاذ لكم؟!
الجواب:
إن الأساتذة في الحوزات العلمية هم في الحقيقة تلامذة أهل البيت «عليهم السلام» ، وهم ينهلون من معين علومهم ومعارفهم.
وكل نصائح أهل البيت حق، والحق هو كل الجمال، وحقيقته، وكنهه.
ومن جملة النصائح التي كنا نسمعها من أساتذتنا الأبرار:
«العلم إن لم تعطه كلك لم يعطك بعضه».
ثم النصيحة بصلاة الليل، وغير ذلك مما يفيد في تربية النفس وتهذيبها.
السؤال 76:
من هو أكثر أساتذتكم تأثيرا في شخصيتكم؟!
الجواب:
حول السؤال عن أساتذتي حفظ الله الأحياء منهم، وأيدهم وسددهم.. وأسكن من انتقل منهم إلى رضوان الله من جنانه.. أفسحها منزلاً، وأفضلها غرفاً، أقول:
إن جميع أساتذتي متفضلون علي، وأنا مدين لهم مدى حياتي.. وأسأل الله سبحانه لهم الرحمة، وأن يحشرهم مع ساداتهم ومواليهم، إنه خير مأمول، وأكرم مسؤول..
وليس من الضروري الإجابة على هذا السؤال بأكثر من هذا فيما أعتقد.
السؤال 77:
وأي الحوزتين أحب إليكم النجف، أم قم؟!
الجواب:
إن كل حوزة تدرس علوم أهل البيت، ونهجهم، وتربي الناس على حبهم، هي تلك الحوزة التي نحبها، ونعتز بها.. والحوزات كلها لها هذه الصفة إن شاء الله..
أما الحب الناشئ عن الألفة، أو لأجل ذكريات عزيزة، أو توفر مستلزمات الراحة، أو عن أمور أخرى تدخل في هذا السياق، فإنه ليس حباً للحوزة، بل هو حب لتلك الأمور الدنيوية. وهو حب لا فائدة من ملاحقته بالسؤال، ولا جدوى من بذل الجهد بالإجابة عنه.
على أن الإنسان قد يحب مواقع أخرى، غير الحوزات العلمية.. كحب الأوطان، وما إلى ذلك..
السؤال 78:
يعاني كثير من طلبة العلوم الدينية من ضيق ذات اليد لنقص في الشهرية التي يستلمونها.. هل تنصحهم بالاقتناع بالوضع، وأن الأفضل لطالب الحوزة أن يعيش حياة القناعة؟!
أم أنكم تدعون لتغيير نمط الشهرية، ووضع آلية جديدة للوضع المالي للحوزة؟!
الجواب:
إن من الواضح: أن العلماء والمراجع سددهم الله تعالى، لا يدخرون المال لفريق من الناس دون فريق، بل هم يقضون به الحاجات، وينجزون به المهمات. وما أكثرها، وما أشد تنوعها.. والذي يصل إليهم من المال لا يفي بجميعها. وعلى كل حال، فإن الجود هو بالموجود..
نسأل الله أن يوسع عليهم من فضله، وأن يهبنا نحن الصبر، وسعة الصدر.
وأما بالنسبة لوضع آلية جديدة في هذا المجال، فلا بد من التأكد من أنها تجدي في تحسين الوضع المعيشي للطلاب. ما دام أن الأهم من ذلك هو وضع آلية جديدة لدفع الناس إلى إخراج حقوق الله المتوجبة عليهم، وعدم حبسها.
أما وضع الآلية للتوزيع، فإن ذلك لا يفيد في زيادة عطاءاتهم، إلا إذا توفرت الموارد التي تمكن من زيادة هذا العطاء.. مع لزوم الأخذ بنظر الاعتبار بأن يتوفر قصد القربة في مقام أداء تلك الحقوق لتتحقق براءة الذمة.. ولا يكون ذلك إلا بإيجاد حالة من الوعي، ودرجة من الخلوص والإخلاص والتقوى.